نفخر بتقديم العدد الافتتاحي من "النشرة العلمية للقوة الجوية والفضائية"، الصادرة تحت إشراف "مؤتمر دبي الدولي الثاني عشر لقادة القوات الجوية". يُجسّد هذا الإصدار انطلاقةً وتجديداً في آنٍ معاً، فهو يُمثّل تطوّر "النشرة العلمية للقوة الجوية" لتصبح "النشرة العلمية للقوة الجوية والفضائية"، في مشهد يعكس التقارب المتزايد بين الجو والفضاء، بوصفهما مجالاً واحداً ومترابطاً ذا أهمية استراتيجية وعملياتية.
منذ انطلاقته، شكّل "مؤتمر دبي الدولي لقادة القوات الجوية" منبراً دولياً رائداً يجمع قادة القوات الجوية وكبار ممثلي الجهات الحكومية والدفاعية والصناعية، ومع مرور الوقت، اتسع نطاقه، ليشمل قادة من القوات الفضائية الناشئة، في تطوّر يُواكب التحوّل الأوسع في مفاهيم القوة الجوية والفضائية عالمياً. واليوم، يُوفّر المؤتمر منصة تُعقد كل عامين للحوار والتعاون وبناء الفهم المشترك عبر هذين المجالين، بما يدعم الجاهزية وتطوير القدرات في بيئةٍ آخذةٍ في التعقيد.
ويُجسّد موضوع هذا العدد الافتتاحي، "آفاق السرعة الفرط صوتية"، ذلك التحوّل. فالنُظُم الفرط صوتية تُمثّل عصراً جديداً من السرعة والمدى والتكامل، حيث تتلاشى الحدود بين الجو والفضاء، وتتسارع وتيرة القرارات والتأثيرات على نحوٍ غير مسبوق. ويفرض هذا المشهد المُتغيّر تحدّيات على المفاهيم التقليدية للقوة الجوية والفضائية، ويتطلب مقاربات جديدة لتحقيق التكامل العملياتي وتطوير القدرات وتعزيز التعاون بين الشركاء والحلفاء.
وتُوسّع "النشرة العلمية للقوة الجوية والفضائية" رسالة "مؤتمر دبي الدولي لقادة القوات الجوية" إلى ما هو أبعد من المؤتمر الذي يُعقد كل عامين، لتُشكّل منصة مستمرة لتبادل الرؤى والأفكار التي تُسهم في استشراف المستقبل. كما نسعى من خلال صفحاتها إلى تعميق فهم الفرص والتحديات التي تُميّز مجالي الجو والفضاء، والمساهمة في الجهود الجماعية لرسم ملامح مستقبلهما معاً. وبينما نتطلع إلى هذه الآفاق الفرط صوتية، فإننا نمضي نحوها بثقةٍ راسخةٍ استناداً إلى الكفاءة المهنية والتعاون والرؤية، التي تُشكّل الأُسس الدائمة للتقدم في مجالي الجو والفضاء.